ساعه العصر


هل جلست مرة تشعر برغبتك بالقيام بشئ ولا تجد ماتفعله فيه ، إحساس صعب أحياناُ كأنك فى ولادة متعسرة (بالنسبه للنساء )وكأنك تزحف على ارض غير مستوية عبر نفق مظلم دامس ولا تعرف له نهاية (بالنسبة للرجال )
تليه انقباض فى افكارك بين الحماس وبين السكون بلا فعل ، تسيطر شيمة التردد على الوسط الفكرى فى عقلك الى أن تصاب بحاله اضطراب (زهق) قد تؤدى الى تحول الفكره تساهم فى اسعادك وقتك الى ملأه بالضيق
تذهب الى النافذه تتفقد الشارع ساعه العصرية تنظر بعمق تجاه الفراغ المحوى على الطريق وكأن عينيك طبعت نظراتك عليه
ثم تحول عينيك لداخل البيت وترى غمامةً سوداء على بصرك من أثر ضوء النهار تجتاح النهار ،قد يأتيك رنين الهاتف أو رنين آخر صادر من باب البيت ليلفت انتباهك بوجود شئ ما وتسأل "ما الذى يأتينا هذه الساعه " ثم تفتح الباب وتجد مفاجأة !!"ياااااه انت فين ياراجل ماشفنكش من زمان ثم اهلا وسهلاً ثم البيت نوّر ...والخ "

تنادى على البيت او اقصد من فى البيت اذا كان هناك فرق بينهما!! ،وكأنك فى محطة أتوبيس يخرج كل ٍ من مكانه إليك دورك فى الترحاب وياتى الوالدين ويأتى الاستقبال "اللى على حق " ثم فجأة تجد نفسك أخيراً فى الشارع تجلب "حاجه ساقعه للضيوف " ثم تنظر الى نافذتك من الشارع وتوقل "بضحكة ساخره تميل الى الهزل " سبحان مغيّر الاحوال بعدما تتلصص الشارع راغباً فى شئ لنزوله تجد نفسك راغباً بشده فى طلوع البيت
تأتى وتعد المشروب وتسمع كلمات "والله ماكان ليه لازمة ،لسه شاربين قبل ما نيجى " وتندهش أحياناً عندما تجد المشروب لم يعد فيه قطره "الف هنا وشفا ،طبعاً ماهى الدنيا حر "، ولكن هذه العبارات قد لا نجدها فى صيف هذا العام او حتى فى نهاره "عشان رمضان جى ،وكل عام وأنتم بخير " وبمناسبه رمذان اعتقد اننا جيل محظوظ فى الاوقات وما بها من صعوبات وقدرات عاليه على التحمل فيها
نتعلم منها دائماً كبف نكافح مثلما فى الثوره وما فيها من وقت لم يكن ليتوقعه فى هذا الزمان حتى الثوار أنفسهم ، فأصبح عنواناً لمستقبل هذا الجيل الذى أبصم بالعشرة لمن سبقونا أنه جيل تافه لن يفعل شيئاً فى هذه الحياة ، وقد لاحظت تغيراً جذرياً فى المعاملات فمثلاً فى الجامعه أصبحت "الدكاتره" هناك تعطى الالويات للطلاب وللمناقشات على غير العادة " ويا سلام لو فى المستقبل القريب يعطون اولوية للطلاب فى عمل جدول الامتحانات بأنفسهم " اذا حدث ذلك فسأؤمن حقاً بالديمقراطية ولأن "الدكاتره" سيصبحون من أوساط الشعب وليسوا قادمين من جمهوريات آخري

فرمضان هذه السنه وما تليها من سنوات سيعلمنا قيمة الصبر والتحمل "بجد" وليس التى نشعر بها أيام الامتحانات !!!
آه نسيت أن اذكر ان الضيوف مشوا عندما تكلمت عن "رمضان " فقد تذكّروا عم رمضان قريبنا الساكن فى المنطقه المجاوره ، فقالوا نزوره بالمرة قبل المغرب عشان نرجع للأولاد
بعد كل ذلك نسيت اصلا انا كنت فى ماذا افكر ؟!، ثم ذهبت مع الجماعه لنصلهم وجلسنا مع عم رمضان والحمد لله "ربنا عوض صبرى خير وجابلى حاجه ساقعه !!!" ثم وصلّنى للبيت بعد المغرب لانه "مسك فيا ولازم تتعشى معانا وما ينفعش انت بتيجى كام مره ....والخ" ، بسيارته اقلّنى الموديل 86 والتى لا اعرف لماذا هو محتفظ بها حتى الآن ، وقال لى فى مرة أنها اول سيارة إشتريتها "وغاليه عليا اوى من أيام زمان لما كانت الدنيا حلوة " وقلت له " ودولقتى يا عم رمضان" قال "حلوة برضه بس محطوطلها فلفل وشطه كتير وهو معروف انه لا يحب التوابل !!

فى النهاية لم أشأ دخول البيت ولان هاتفى أصابه الاعياء من كثرة رنينه الذى لم اسمعه كالعاده واتصلت بالاصحاب ثم مضينا الليله فى اللعب فى ملعب لنا فى المنطقة ثم اكملنا لعب على الاجهزه "بالبيس وماشاء الله مصر ولاّده فى كرة القدم فيها لسه ناس بتعرف تجيب اجوان ومحتاجين فقط فرصه مش زى المحروسين بتوعنا فى كاس افريقيا " ، وعندما وصلت ذهبت الى النافذه ودققت النظر الى الشارع وقد ملاءه الظلام ما عدا نور الكشاف "الذى يضى جانب منه ورغم ذلك لا ترى شيئاً !!! وقولت له” تصبح على خير أشوفك غداً العصر من تـــــــــــانى” ………


ملحوظه ""كتبت قبل رمضان""

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مذكرات ( نقطة البداية )

فى كل عام

كتاب البوابة (النسخة النهائية)...