التعصب أم المنافسه أيهما أقوى؟؟؟



-ظللت كثيراً ما اتابع الحياة الرياضيه وخاصةً كرة القدم معشوقتى ومعشوقة كل الجماهير ،وجدت في ممارستها نشاطاً حميداً ومشاهدتها متعه خالصه تؤديان بك إلى عالم لا تنتهى فيه طاقتك البدنيه والروحيه عن الحياة ،كما أننى رأيت أيضا فى تشجيعها روحاً من العطاء والمساندة والاخلاص يرتقيان بالكرة إلى مراتب العلو الاجتماعى الذى من المفترض أن يكون فى هذا العالم عالم كرة القدم ..
كما أن رؤيتى شملت أشياء أخرى قد تحطم ماتبنيه تلك الرياضه من قيم وأخلاق لانحطاط ثقافى وفكرى ظل متعمق فى المجتمع منذ القرن الماضى ....فإن لكل شئ وكيان تتمددفيه من المستويات لما تجلعه يستقر فى أعالى الافكار أو تحيطه أيضاً بهاله من الفساد حولها ،وتشجيع كرة القدم قاسم مشترك بين جميع الناس ولكن التعصب والانحياز اللا اخلاقى هو ما يفرق ذلك القاسم الى احداث ووقائع يحزن عليها العاقل من حماقه حدوثها ،المنافسه شئ متاح وضرورى للاستمرار وذلك ليس فى مصر  فقط إنما فى كل بقاع وملاعب العالم فكل بلد من بلاد الارض لديها تنافس بين انديتها ولكن الفارق أن المنافسه ظلت محميه وقادرة على التنفس بهواء نظيف فى ملاعبهم بينما تختنق هنا من سوء الاحوال...
شاهدت منذ وقت قريب ردوداً من بعض الناس وليس جميعهم فكأن قضيه ما قد إنفجرت عروق الانحياز فيها دون مبرر واضح واخلاقى لوقوعها بين شقىّ الكرة فى مصر "الاهلى والزمالك" لكل منهما قدراً ومميزات ولكل منهما ساحةًمن الجماهير والاهداف كما أيضاً لكل منهما نصيب فى زرع التعصب فى قلوب بعض الناس ، والذى أخشاه يوماً أن تتحول لقضيه يوما ما كالفتنه الطائفيه الآن !!! وليس وسعاً فى كلامى او مبالغة فالفتنه الطائفيه بها نفس النوع من التعصب والتحيز ولكن فقط على نطاق زمنى وعقائدى أكبر ،وتتدارك الموقف وكأن الزمالك قد إنظلم من عدو جبار طائش لا يعترف به فى منصات الامتنان وكأنه قد أصيب بجرح غائر لا ينساه التاريخ ولا الزمان وكأن الاهلى ضريراً سرق منه ملكاً عاش فيه لسنوات وكل منهما يريد مايرديده الاخر  ليس لعلو او كمال وانما سقط وانتقام  هذا السناريو هو موجود بالفعل من نفوس بعض المشجعين وتصوارتهم لعالم تتحدد معالمه فى ساحةً خضراء وشباك ،ليس عيباً الاهتمام بالكرة ولكن العيب هو الاهتمام بها على انها ليست مجرد كرة وذلك ما يقلقنى تجاه البعض من تبنى شعارات الهدف منها ملأ الفاه وقرارة العين بشعور المنتصر والاقوى وإثبات الذات ،الصراحه ان كثيراً من المشجعين لا ينظرون الى المستطيل الاخضر كمكان للمنافسه وانما ارادته بإثبات النصر والتفوق فقط لإرضاء إحساسه وشعوره بالفرح لانتماءه لشئ ارتقى لمناطق البطولات دون ان ينتسب الفضل بأنها رياضه ،فأنت أيها المشجع ما ترمى بروحك فى بئر التعصب  وليس هو ما يدعوك ،ولعل ذلك كان خطأ فادح فى العهد السابق الذى أتمنى لمجال الرياضه فيه أن يكون سابقاً بالفعل وليس واقعاً الان من اهتمام بالكرة وكأنها مهمة قومية دون النظر للأحق فى متابعته والاهتمام به فى الوطن ،ليس ذلك تقليلاً من قدر الرياضه ولكن إتزاناً لمكانتها الطبيعيه كمنافسه وليس تعصباً فى واقع يجيب دائما على سؤال ما هو الاقوى التعصب ام المنافــــــــــــــــسه؟؟؟؟؟؟؟؟؟............... 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مذكرات ( نقطة البداية )

فى كل عام

كتاب البوابة (النسخة النهائية)...