الى صديقتى (2)

مرحباَ يا صديقتى
سأتكلم الان واتطرق لشأن آخر
سأتكلم عن ذلك الحلم الذى يصاحبنى ليلا ونهاراً
كما تعلمين وكما يعلم اصدقاء لى اننى (ماشاء الله) أكتب
لدى موهبه كما يقول البعض فى التعبير عن اى شئ وكل شئ
قام يتشجيعى عدد من الناس فى بادئ الامر والبعض الاخر لم يهتم بعد ذلك
ولكن الامر الاهم  بالنسبة لى اننى استطعت ان اشعر ان هناك قيمه كبرى لحياتى تدعى "الكتابة"
الحقيقة لم اكن اعلم ذلك وانا صغير ولمراحل متصاعدة حتى اصبحت شاباً الان
اول الامر كانت  مذكرات ثم المقالات ثم القصص القصيره  وقصيرة جدا فى الواقع
 وبعض الخواطر التى لا تتعدى معنى "التنفيس" عن النفس 
بينما مازال الشعر والمسرحية والرواية اشياء معقدة وصعبة الوصول
فى بعض الاحيان كنت قد شككت فى ان الموهبة فعلا عندى
واننى كمثل بقية الناس ليس شرطاً ان كل من قال كلمتين يصبح موهوباً
 اعترف مازالت تلك الشكوك الى الان ..
ولكن قدرتى على استيعاب انها موهبة تمنحنى سعادة لحظية تجعلنى قادراً على التواصل
ولاننى كما تعلمين ايضا ذا قلب مكتئب او متشاؤم ولا اعرف لذلك سبب وجيه
حتى طموحاتى لم يصل اليها النور بعد لتصير حقيقة ملموسة انما فقط اراها من بعيد
قادم اليها يوماً ولكن بين غيوم وضباب كثيف افقدنى الصبر !
اراها خطوات ستأتى مع الوقت عندما يزداد بى العمر قليلا  او حتى كثيرا
سأستطيع حينها ان اكتب رواية يكن لها صيت كبير لدى القرّاء !

فى وقت من الاوقات فى تلك المرحلة التى يطلق عليها بـــ..البداية
ظننت اننى الوحيد الذى يملك ذلك الامر بل اننى مختلف تماما
بل واكثر من ذلك ، افعل مالا يستطيع الغير ان يفعله..
كانت مرحله ساذجة من الاحساس
ولكنى افقت فى مرحلة تالية اننى لا شئ فى ذلك المجتمع الذى يطلق عليه "الكٌتّاب "
وان ما لدى لا يساوى شيئاً مما لدى هؤلاء من البشر الذى لا اعرف من اين يأتون بتلك الكلمات ..!
اصبحت العملية معقدة ،ليس فقط ان تكتب ما بك وما عليك انما صارت اكبر
لن يهتم احد بما فيك  بينما عليك ان تعلو اكثر مهما واجهت
صارت مشكلات المجتمع هى مشاكلك التى لا يسألك احد عن حلها
بل من الواجب ان تقوم انت بسردها بطريقة تجذب الاخريين وتدفعهم الى قرائتها بشكل بسيط
اصبح التفكير عميق لدرجه ما ،لدرجة التبحر فى ما وراء الشئ اكثر من الشئ ذاته
والذى لن تستطيع ان تجرى وراء الناس لكى تقرأ ..بالعافيه !
والتى حتما ستصاب بخيبة امل فى مرات عديدة فى رد الفعل لديهم بعد كتابتك شيئا
يبدو من وجهه نظرك انت شيئا عظيما وقد يكون بجانبك بعض الاشخاص المقربين
ولكن الناس عموما لا تراها _ولمزيد من الاحباط _لن تراها مهمة يوماً
اتعلمين ان افراد اسرتى نفسها لا تنظر الى الامر بأنه مهم
هؤلاء القطيع من البشر الاولى بالنظر والاهتمام  صار من بينهم انساناً لدية موهبة
 الا تفرحون لى ولو قليلاً.؟!
اصبحت حتى اخجل من ذكر ما اكتب لان الاجابة ستكون دائما  ..ماذا ستفعل بها ..؟!
صار ذلك فيما بعد هو طريقة الحياة
الاسلوب الذى تطبعت به من جديد بعدما اصبح كما يقال "موهوباً"..!

ولكن فى لحظات ما أسال ذلك السؤال الذى طرحتيه ونال جزء من الحديث بيننا
ما الذى سيعود علينا من الكتابة ..؟!
اتوقف قليلا لافكر فى اجابه ما ،ثم آتيت بكلام يجعل لديك من القناعه الشئ الكبير
يجب ان نواصل حتى لو لم نصل يوما ..
الكتابة يا عزيزتى اصبحت منذ ان عرفتها هى الاكسجين الباقى من ذلك الهواء الملوث
الذى نستنشقه فى مجتمع كهذا وليس غريبا عليكِ بالطبع ما يحدث فيه
 لتوفرى لى بعض المساحة من الكتابه عنه.. "المجتمع"..
كانت كلماتك لى حينها الواقع بينما كانت كلماتى بمثابة الباحث عن شمعة مضية فى ظلمات الليل الطويل

انا لا اعرف يا صديقتى الى ماذا سنصل بالكتابة
ولا ادرى لاى مرحلة عليَ ان اهتم بها كشئ اساسى لمجريات ايامى
انا اكتب وفقط... تلك هى الحقيقة
والحقيقة المترتبة لها هى اننى تكيفت على ان التجاهل لما اكتب لم يعد مشكلة بالنسبة لى
مع قرارة فى النفس ان سيأتى يوما من يقرأ ولو بعد أمد بعيد ..
ليس ما اكتب هو ما يغير العالم ،كان سيفعلها من سبقنى _كان غيرك اشطر _
تعلّمت ان ذلك الطريق لا يجب ان تطلب فيه شيئا بل يطلب منك فقط
مقال للمجلة المحدودة الانتشار داخل اسوار الجامعه
او مقال لمجلة محدودة التوسع على ذلك المدعوا "بالانترنت" ..
ومذكراتى التى اكتبها مع نفسى لنفسى فقط ولا يقرأها احدا ..ذلك ما يكفى زادى الان
بينما الطموحات الاعلى كالكتاب مثلا او عمل ما يعرض فى المكتبات والمعارض سقف لا يبلغه قلمى حالياً
ولكن .... " ان شاء الله"  ..