الجندى المفقود
القوارب التى ارسلونا عليها كانت آخر شئ تعايشوا معه
لمعنى وجود شئ واحد على الكره الارضيه يحمل معنى السلام
بعد ذلك ، كانت اللغه الاصليه للمكان هى الرصاص
مدافع واشّلاء واختلاط لون البحر بلون الدماء
لم يعد هناك فرق فى ايهم من يحمل الموج الى الصخور والجثث
الهلع كان وصف جزئى لمكان يحتاج كلمات ليست فى معاجم اللغه
لكى تصف معنى الحرب الحقيقى
الذى لا يعمله الا الجنود اثناء المعركه
والذى يجتمع فى عقولهم بجمله واحده "كنا فى وسط النار "
فى البدايه اذكر من كان معى
والذى اخذنا فى الحديث طيله الرحله من الميناء الى ذلك الشاطئ الدامى
التى تكونت فيما بعد انهارا من الدماء
تزيد من كثرتها حبر كل اقلام العالم لتكتب تاريخ جديد
النهايه كانت تستحق كل تلك التضحيات
ولكن الهدف الذى جئنا من اجله لم يكن ابدا يستحق
الهدف الذى يعد الفاصل فى اعين الناس بين الخير وبين الشر
والذى يستعمله من له القوه كيفما يشاء
الهدف الذى يحيى الملايين دون ذنب او رغبه فى تحقيقه
ولكن هناك علاقه تلزمها عليهم دائما تسمى بواجب النداء
كانت تلك هى الحرب الثانيه التى يتكرر فيها نفس المشهد
ولكن تلك المره بإمكانيات اعلى من الدمار والهلاك
الامر كان بسيطا ،مجرد السيطره على منطقه ما
لم يكن الالتحام بين جيش ما فهو فى خطوة قادمة سياتى
ولكن فوجئنا بذلك الذى على التلّه من اعلى والذى سكب الرصاص علينا
كمن يسقى الورد بخرطوم مياه ..!
كان امامنا العدو ووراءنا المحيط
من استطاع ان ينفد من ذلك الجحيم كان تقريبا نصف من آتوا معنا
كتب علينا عمر جديد بعد تلك المحنه
التى استطاع قناص متمكن من الاختراق واصابه من فى اعلى التله
حتى هدأت سيمفونيه الالم المتواصل بين الجنود
واستطعنا العبور لنلتقى بالبقيه فى السطح
تم الاختراق والسيطره وتم أسرهم ولكن المقابل كان ماذا ؟
العديد الذى لا يحصى من الدماء !
لم نعلم بوجودهم كذلك ،ولكن الحرب ليس فيها ما نعلمه وما لا نعرفه
انها المكيده والترصد اللذان ينهيان المعركه
فى الاوقات الحاسمه والتى تدربنا عليها فى ذلك الوقت
وكنا ذلك الجزء الذى يطلق عليه بالضحية
تركونا نواجه مثلما تركوهم ايضا
شعوب واجناس تقاتل بعضها البعض لان رؤسائها ارادوا السيطره
ارادوا القوه والنفوذ
تولدت مشاعر الكراهيه والحقد والغيره والعنصريه بين تلك الشعوب
كم امراه تنتظر لقبها الجديد بالارمله
وكم طفل ينتظر جثة اباه فى علم بلاده
الذى لا يغنى عن وجوده شئ
كم من الفوضى على سكان الارض جميعا تحمل عبئها
لم تكن تلك الحرب جانبيه بل اتمدت لتملا العالم اجمع
كما انتشرت مشاعر الكراهيه بينهم كالهواء
ذلك مؤيد وذلك معارض ويتقاتلوا من اجل ارائهم فقط
كما لو كانوا يحملون القضيه من الاساس
بعد عدة ساعات ارسلونا لمهمة آخرى من بضعه افراد
للبحث عن جندى فى جيش عظيم
جندى واحد فقط من وسط الالاف المجنده فى حرب لا نهايه لها
سوى بإدة طرف لطرف آخر
دون الاعتذار لبقيه الشعوب
وعن ضياع الملايين من البشر القادمين
فى اجيال لاحقه عما خلفوه هؤلاء القادة من الذنوب
ذلك الجندى المفقود كان من بين اربعه اخوه قتلوا جميعا ولم يتبقى الا هو
وقانون الحرب يسمح باعادته لاسرته التى لم تتبقى من اولادها غيره
والذى من المفترض ان يعولهم ويعوضهم عن الخساره التى لا تقدر بمال
بعد ساعات من البحث عن جندى آخر يتقن لغة العدو
ليساعدهم فى البحث اذا كان قد اسروه هناك
اخر المعلومات كانت تشير الى اسقاطه من طائرات حامله للجنود
فى منطقه بعيده عن المعسكر بيومان او ثلاثه
المعلومه المحبطه كانت ان هؤلاء الجنود تمت ابادتهم
او ضياعهم اثناء الهبوط
ولكن يجب عليهم البحث مهما كانت تلك المعلومات
قاموا اولا بالبحث عن السلاسل المتعلقه بكل جندى لمعرفه هويته
فتحوا تلك السرّه الملئيه وقاموا بدلوها ومن ثم البحث
وسؤال كل من كانوا قريبين من معسكر الهبوط ولكن لم يعلم احد
فقط المعلومه المتعلقه بحاملات الجنود هى من ادلّتهم الى اين يتجهوا
ومن ثم الانطلاق .....
لم يكن تلك المعركة التى خاضوها هى الاخيره
كان هناك حتما امتداد
لحظات الترقب الليلى من طائره فى السماء
مدرعات قادمة او حتى جنود متراكمون فى فترات الراحة
او الطائفة المتعبة دائما الذين يدعون بالــ.."قناصة"
وقع جندى من بينهم من تلك الطائفة والتى يتسلم امرها فى كل مره
ذلك القناص المرافق والذى يكاد لا يخطئ فى اصاباته دائما
الى ان فوجئوا اثناء تفقدهم لمكان ما بوجودهم ...العدو
الذى ارتعب مثلهم تماما عندما وجدوا انفسهم امامهم مباشرة
حالة الذعر الذى تجعلك لا تستطيع غير الصياح والارتباك
امام شئ لم تتوقع وجوده
وانهال الرصاص من الجانبين
فى حين تمت اباده جنود العدو تماما
بينما اصيب جندى من الجانب الاخر
الكثير من الاشياء لا تعلم قدرها وقيمتها الا عندما تغزو حربا تتمنى ان تنتهى يوما
والتى تراها من طول مدة العرض فيها انها قائمة للابد ...
بعد ذلك وبمحض الصدفة التى جعلتهم يبتسمون قليلا
كان ذلك عندما تفقدوا اثرا لمركبات قادمة
واختبئوا بين العشب واستعدوا للمواجهه وتم القضاء عليهم
ولكن لم يكونوا هم من اطلقوا الرصاص انما آخريين ..
وعندما تعرف الجانبان ببعضهم كان ذلك الذى انهكهم فى البحث
يحمل مدفع للمدرعات
وسادت لحظة من الصمت تليها تنهيده كمن جاء محاربا وحده فى الصحراء
ووجد اخيرا ماء ليرتوى به من الظمأ
التعلميات كانت واضحه ولكنه لم يكن لترك موقعه والعدو قادم
خاصةً وهم بأعداد كبيرة قد يحتاجون لكل جندى يحمل سلاحا هنا
وبعد المداولات الكلامية كان القرار النهائى بالبقاء ..
المعركة الاخيرة التى سيرحل بعدها الى موطنه وبيته
والى والدته التى يأمل ان يخفف ما لحق بها من الالآم
لم يكن سهلا ابدا .. الفرقة كلها قد توفيت فى تلك المعركة
الا جندى وحيد "المترجم" الذى استطاع ان يأسر العديد من جنود العدو
وتخفيف الضغط على الجبهة الاخرى التى كانت تنزف بالضحايا
وحتى جاء الامداد الجوى.. الذى حسم المعركة
وانتهى كل شئ وبعد فتره طويلة وبعد انتهاء الحرب وبناء كل شئ من جديد
ظل ذكرى هؤلاء الجنود بذاكرته ولم يمحيها الزمن
رفع يده بإشارة التحية امام مقابرهم ..ليحيوا بذكرى الانتصار لبلادهم
وليبقوا شهداء الحرب الذى لم ينتصر فيها احد...
لمعنى وجود شئ واحد على الكره الارضيه يحمل معنى السلام
بعد ذلك ، كانت اللغه الاصليه للمكان هى الرصاص
مدافع واشّلاء واختلاط لون البحر بلون الدماء
لم يعد هناك فرق فى ايهم من يحمل الموج الى الصخور والجثث
الهلع كان وصف جزئى لمكان يحتاج كلمات ليست فى معاجم اللغه
لكى تصف معنى الحرب الحقيقى
الذى لا يعمله الا الجنود اثناء المعركه
والذى يجتمع فى عقولهم بجمله واحده "كنا فى وسط النار "
فى البدايه اذكر من كان معى
والذى اخذنا فى الحديث طيله الرحله من الميناء الى ذلك الشاطئ الدامى
التى تكونت فيما بعد انهارا من الدماء
تزيد من كثرتها حبر كل اقلام العالم لتكتب تاريخ جديد
النهايه كانت تستحق كل تلك التضحيات
ولكن الهدف الذى جئنا من اجله لم يكن ابدا يستحق
الهدف الذى يعد الفاصل فى اعين الناس بين الخير وبين الشر
والذى يستعمله من له القوه كيفما يشاء
الهدف الذى يحيى الملايين دون ذنب او رغبه فى تحقيقه
ولكن هناك علاقه تلزمها عليهم دائما تسمى بواجب النداء
كانت تلك هى الحرب الثانيه التى يتكرر فيها نفس المشهد
ولكن تلك المره بإمكانيات اعلى من الدمار والهلاك
الامر كان بسيطا ،مجرد السيطره على منطقه ما
لم يكن الالتحام بين جيش ما فهو فى خطوة قادمة سياتى
ولكن فوجئنا بذلك الذى على التلّه من اعلى والذى سكب الرصاص علينا
كمن يسقى الورد بخرطوم مياه ..!
كان امامنا العدو ووراءنا المحيط
من استطاع ان ينفد من ذلك الجحيم كان تقريبا نصف من آتوا معنا
كتب علينا عمر جديد بعد تلك المحنه
التى استطاع قناص متمكن من الاختراق واصابه من فى اعلى التله
حتى هدأت سيمفونيه الالم المتواصل بين الجنود
واستطعنا العبور لنلتقى بالبقيه فى السطح
تم الاختراق والسيطره وتم أسرهم ولكن المقابل كان ماذا ؟
العديد الذى لا يحصى من الدماء !
لم نعلم بوجودهم كذلك ،ولكن الحرب ليس فيها ما نعلمه وما لا نعرفه
انها المكيده والترصد اللذان ينهيان المعركه
فى الاوقات الحاسمه والتى تدربنا عليها فى ذلك الوقت
وكنا ذلك الجزء الذى يطلق عليه بالضحية
تركونا نواجه مثلما تركوهم ايضا
شعوب واجناس تقاتل بعضها البعض لان رؤسائها ارادوا السيطره
ارادوا القوه والنفوذ
تولدت مشاعر الكراهيه والحقد والغيره والعنصريه بين تلك الشعوب
كم امراه تنتظر لقبها الجديد بالارمله
وكم طفل ينتظر جثة اباه فى علم بلاده
الذى لا يغنى عن وجوده شئ
كم من الفوضى على سكان الارض جميعا تحمل عبئها
لم تكن تلك الحرب جانبيه بل اتمدت لتملا العالم اجمع
كما انتشرت مشاعر الكراهيه بينهم كالهواء
ذلك مؤيد وذلك معارض ويتقاتلوا من اجل ارائهم فقط
كما لو كانوا يحملون القضيه من الاساس
بعد عدة ساعات ارسلونا لمهمة آخرى من بضعه افراد
للبحث عن جندى فى جيش عظيم
جندى واحد فقط من وسط الالاف المجنده فى حرب لا نهايه لها
سوى بإدة طرف لطرف آخر
دون الاعتذار لبقيه الشعوب
وعن ضياع الملايين من البشر القادمين
فى اجيال لاحقه عما خلفوه هؤلاء القادة من الذنوب
ذلك الجندى المفقود كان من بين اربعه اخوه قتلوا جميعا ولم يتبقى الا هو
وقانون الحرب يسمح باعادته لاسرته التى لم تتبقى من اولادها غيره
والذى من المفترض ان يعولهم ويعوضهم عن الخساره التى لا تقدر بمال
بعد ساعات من البحث عن جندى آخر يتقن لغة العدو
ليساعدهم فى البحث اذا كان قد اسروه هناك
اخر المعلومات كانت تشير الى اسقاطه من طائرات حامله للجنود
فى منطقه بعيده عن المعسكر بيومان او ثلاثه
المعلومه المحبطه كانت ان هؤلاء الجنود تمت ابادتهم
او ضياعهم اثناء الهبوط
ولكن يجب عليهم البحث مهما كانت تلك المعلومات
قاموا اولا بالبحث عن السلاسل المتعلقه بكل جندى لمعرفه هويته
فتحوا تلك السرّه الملئيه وقاموا بدلوها ومن ثم البحث
وسؤال كل من كانوا قريبين من معسكر الهبوط ولكن لم يعلم احد
فقط المعلومه المتعلقه بحاملات الجنود هى من ادلّتهم الى اين يتجهوا
ومن ثم الانطلاق .....
لم يكن تلك المعركة التى خاضوها هى الاخيره
كان هناك حتما امتداد
لحظات الترقب الليلى من طائره فى السماء
مدرعات قادمة او حتى جنود متراكمون فى فترات الراحة
او الطائفة المتعبة دائما الذين يدعون بالــ.."قناصة"
وقع جندى من بينهم من تلك الطائفة والتى يتسلم امرها فى كل مره
ذلك القناص المرافق والذى يكاد لا يخطئ فى اصاباته دائما
الى ان فوجئوا اثناء تفقدهم لمكان ما بوجودهم ...العدو
الذى ارتعب مثلهم تماما عندما وجدوا انفسهم امامهم مباشرة
حالة الذعر الذى تجعلك لا تستطيع غير الصياح والارتباك
امام شئ لم تتوقع وجوده
وانهال الرصاص من الجانبين
فى حين تمت اباده جنود العدو تماما
بينما اصيب جندى من الجانب الاخر
الكثير من الاشياء لا تعلم قدرها وقيمتها الا عندما تغزو حربا تتمنى ان تنتهى يوما
والتى تراها من طول مدة العرض فيها انها قائمة للابد ...
بعد ذلك وبمحض الصدفة التى جعلتهم يبتسمون قليلا
كان ذلك عندما تفقدوا اثرا لمركبات قادمة
واختبئوا بين العشب واستعدوا للمواجهه وتم القضاء عليهم
ولكن لم يكونوا هم من اطلقوا الرصاص انما آخريين ..
وعندما تعرف الجانبان ببعضهم كان ذلك الذى انهكهم فى البحث
يحمل مدفع للمدرعات
وسادت لحظة من الصمت تليها تنهيده كمن جاء محاربا وحده فى الصحراء
ووجد اخيرا ماء ليرتوى به من الظمأ
التعلميات كانت واضحه ولكنه لم يكن لترك موقعه والعدو قادم
خاصةً وهم بأعداد كبيرة قد يحتاجون لكل جندى يحمل سلاحا هنا
وبعد المداولات الكلامية كان القرار النهائى بالبقاء ..
المعركة الاخيرة التى سيرحل بعدها الى موطنه وبيته
والى والدته التى يأمل ان يخفف ما لحق بها من الالآم
لم يكن سهلا ابدا .. الفرقة كلها قد توفيت فى تلك المعركة
الا جندى وحيد "المترجم" الذى استطاع ان يأسر العديد من جنود العدو
وتخفيف الضغط على الجبهة الاخرى التى كانت تنزف بالضحايا
وحتى جاء الامداد الجوى.. الذى حسم المعركة
وانتهى كل شئ وبعد فتره طويلة وبعد انتهاء الحرب وبناء كل شئ من جديد
ظل ذكرى هؤلاء الجنود بذاكرته ولم يمحيها الزمن
رفع يده بإشارة التحية امام مقابرهم ..ليحيوا بذكرى الانتصار لبلادهم
وليبقوا شهداء الحرب الذى لم ينتصر فيها احد...
تعليقات
إرسال تعليق