عن أحداث أمس


اليوم ذهبت الى عمتى مدينه تبعد قليلا من الاسكندرية
وصلت بعد الظهر بقليل ،جلست معهم قليلا ثم ذهبت للنوم
بعد ذلك قمت للعشاء ووجدت جهاز الكمبيوتر فأردت ان اشغله
وقام بذلك (ابن)  ابن عمتى الذى يصغرنى تقريبا قرابه العشر سنين ربما ازيد ربما اقل
لا اعلم بالتحديد ماذا سأفعل هنا ولكنى قد قررت ان اغادر غداً
اقوم بتوصيل الامانة وينتهى الامر
اعتقد ان بعد قليل قد ارغب فى النزول سيرا فى الشوارع
عادتى القديمة التى لا ازال بها حتى الان .....
بجابنى ياسمين (بنت) ابن عمتى  الصغيره وأخاها العنيد الذى يصغرها ببضع سنوات
على الجانب الاخر احمد ايضاً (ابن) ابن عمتى ، كبروا جميعاً عن السنوات الماضيه
امر طبيعى بالمقابل زادت درجة الدوشه
والضوضاء والشعور المتبادل بالغيره بين الاطفال وربما بين الكبار ايضاَ

المكان هنا جميل جدا حيث الهواء النقى والتيار الهادئ
الذى يشعرك بإن كل شئ يسير على ما يرام بعد ذلك
فقط تمنح نفسك بعضاً من الهدوء ،بعضاً من الاستقرار
البعد عن الجو المحيط الذى كان يجعلك فى توتر دائم يساعد فى ذلك ايضاً
العملية برمتها مثل الاستجمام ،تطرد سلبياتك وتعزز ايجابياتك
الهدوء الذى يمنح عقلك الاسترخاء اللازم لتعيد ربما ترتيب افكارك
اموراً عديدة فى حياتك قابله للنقاش ، كانت من قبل ابواب مغلقه فى وجهى
اكتشفت ان الحياة كلها لا تحتاج بكل ما فيها الا قدراً مثل هذا من الهدوء
بعضاً من السكينة التى تزرع الامان داخلك ، ينمو بعد ذلك عليها كل شئ سليم
اتمنى لو اظل كذلك لوقت اطول هذه المره
لا اتذكر منطقتى ولا من هم كانوا معى ولا ما حدث من الاساس
لا اريد ذلك عندما اعود
ورغم ان ذلك صعب ان يتحقق الا انه ليس مستحيل اظل ابحث عن شئ يشغلنى
هو فى الحقيقة شئ يجعل عقلى متركزاً اكثر ومنشغلاً
عن اى شئ اخر موجود وهو ذلك ما اريد بعينه
لان الامور التى اتذكرها دائماً تبدو كالفيرس الذى يسطير ويتغلغل ويدمر ...

يجلس بجانبى الان احمد يسألنى عما اكتب ..
اجيب عليه اجابات غامضه من نوع ..غداً ستعرف
يقترب من الشاشة ليقرأ قليلاً
ولكنى تذكرت انه ليس ممتازاً فى القراءه
لذلك سيجلس ناظراً للشاشة منتظراً اى شئ
قد يجلعه يفهم ولو كلمه واحده يبادر فيها بسرعه ليقولها لى
ليشعرنى انه قد اكتشف لغزا عظيماً !!
الاولاد هنا مرحين للغاية ولكنهم اشقياء كثيراً
تكاد لا تجلس دون مشاكل ربع ساعه متصله ابداً
سيصبحون عزوة فيما بعد
سيكون لهم شأن كبير ان لم يفترقوا وتتقطع بهم السبل
ولا تنمو تلك الغيره التى بينهم الى حجم يصعب بعد ذلك السيطرة عليه ...

عندما ذهبت الى النافذه ابتسمت فقد وجدت القطار
سمعت صوته عن بعد
صوته المقترن بذكريات صبا وطفوله يصعب نسيان آثرها الى الان ..
العجيب اننى ولا مره ذهبت بها بالقطار غير مرة واحده
كانت بالقطار يدعى "القشاش" ،قديماً على ما اتذكر كانت عودة طويلة
حيث كان يقف كل خمس دقائق خمس مرات !
الا انها كانت من المرات التى تحتسب كنزهه ورحلة حينها
لم يكن لى الخروج او المرواح لاى مكان شئ عادى
فكلما كان متغيراً كلما كان ممتعاً اكثر ..
القطار وسيلة بهجة وفى نفس الوقت وسيله رعب ، كنت اتفادى بها خوفى صغيراً
ذهابا وأياباً من وعلى السكة الحديد قبل مرور القطار بلحظات
كنت من اجل تلك اللحظات اصاب بضربات من امى
ونطراً من الكلام من ابى
ولكن كل ذلك لم يكن يفرق معى طالما قد حققت ما اريده
مواجهه القطار عن كثب والمرور من امامه فى شجاعه طفولية
كانت ايام اريد رجوعها مرة أخرى ولو للحظات فقط
كنت اتمنى لو اعلم انها ستصير فيما بعد معى ذلك
كنت التقطت بعضاً من اللقطات التذكارية المهمة  وقتها
المشكلة ان اللحظات المهمة قد لا نعلم عندما نكون فيها انها مهمه
فقط تدور الايام ولكن الذكريات تأبى غير ان تلف وترجع من جديد ...



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السلم والثعبان...

بدون إجابات

بقايــــــــا....4