يوم آخر بلا فيس بوك !


 

الساعه الثامنه صباحا على غير المعتاد

اهم فوائد التخلص من الفيس بوك الاستيقاظ باكرا !

مع الضغط على Deactivate يخيل لك انك رحلت عن الحياة والعالم انطفأت انواره

وستمضى بقية العمر تعيش بنصف حياة ..!!

ولكن صباحا ستكتشف ان الشمس مازالت تشرق والقمر يأتى فى الليل

وعندما تخرج من بيتك ستجد الشارع والناس والزحام كما هو ولا شئ قد تغير

كل ما فى الامر هو غلق باب واحد من ابواب كثيرة للتواصل مع العالم

هو باب لم يكن حتى واقعيا

كانت اهم عيوبه انه مهما حدث بداخله سيظل افتراضيا

يمكن محوه بسهوله  من سجلات الحياة وكإنه لم يكن

لتشعر بعدها ان كل الوقت الذى مضى فيه قد ذهب هكذا ..بلا عزاء

تتذكر كم عدد اللايكات والكومنتات والرسائل وما تم التحدث بشأنه على "الشات"

تتذكر من الامور ما اضيفت بسببه لحياتك وفى المقابل اختفت امور اخرى

صار كالادمان لا تعلم ما فائدة الاستمرار فيه قدر ما تهمّك لحظاتك اليومية عليه

تفقد طلبات الصداقة الرسائل الاشعارات وكم صديقا اصبح لديك اليوم

وأخرون تم التخلص منهم

كم "اكونت" علاقتك به كانت اكثر عمقا من علاقتك باحد افراد اسرتك

وها هو الان .. لست مضافا على قائمة اصدقاءه !

كم عدد المرات التى قام اصبعك بالضغط على زر "انتر" لترسل كلمات من القلب

ذهبت مع الريح وتاهت وسط الروابط  واختفت مع على سطح متصفحك للابد

ولم يعد ايا منها مهماً ..

هل من الخطأ ان نعتبر الفيس بوك فى الامكان  الاعتماد عليه

ام نتركه وشأنه بغير ثقه فيه و بمن فيه ..؟!

قال لى احدهم ذات يوم ان الفيس بوك يوجد عليه انواع من الناس

نوع قادم للتسلية ولا يهمه من انت اكثر من اهتمامه ان يقضى وقته وخلاص

وستصبح خيبة امله لو لم تكن انثى !!

وهناك نوع اخر يبحث فعلا عن صديق ليتحدث ولكى يخرج ما بداخله دون عناء

مستخدما لوحة المفاتيح

ونوع لا يهتم بصفاتك وما تحبه وما تكرهه بينما طبعك فى ذهنه بصورة معينه

يتحدث بها اليك

يستخدمك كنوع من الاضافات التى توضع على الطعام لتجعله لذيذا

وان لم يكن بحاجه  اليك فيضعك اعلى رف الدولاب!!

واخر يفرح لانك اضفت رقما جديدا لحسابه مؤخراً

وهناك ايضا من يدخله ليتواصل مع من ابعدته الظروف عن التواصل معه

ما المغزى بداخله اذا ..؟ هل رأيت كل الناس تهتم فقلت لما لا

ام فكرت ان تجد فيه عالم لم تجده على ارض الواقع

ام لكى تنسى ذلك الروتين الملل

والمشاكل العالقة التى لا تنتهى ولا تحل

ام للتزفيه كوسيلة تمحنك بعضا من السعادة اكثر من اى لعبة اخرى ؟!!

ام قررت ان تفعل بوجودك عليه رساله ما تنشرها بين المستخدمين ..

من انت فى كل هؤلاء ؟!

ان كنت لا تعلم سيأتى يوما وعليك ان تقرر ...

لا يحزنك فقدان "الفريندز" فمن يهتم لامرك سيصل اليك فى حياتك الواقعية

وسيظهر من يريدك حقا ومن كنت فى نظره مجرد كائن افتراضى ؟!!

عندما تتخلص من الفيس بوك ستنتهى نظرتك للناس وهو عباره عن علامات خضراء

"اون لاين"

سواء على يمين الصفحه او على اليسار

لن يعد هناك "اوف لاين" فإذا اردت ان تتكلم مع احد فأذهب اليه بنفسك

او انتظر لوقت اخر تتحدث فيه اليه..هكذا ببساطة

دون عقدة الذنب التى تلاحقك من عدم ترك رسالة لاحدهم تخبره ضمنيا بها انك لم تنساه

او للرسائل الاخرى التى سيعتقد اصحابها انك لا تطيقهم اذا رأوك "اون لاين "دون رد !

ستنتهى تلك الصفحه المتخصصة فى اظهار ما قاله الاصدقاء

او ما سرقوه من صفحات غيرهم

ستتخلص من تلك النكت الحمقاء المزعجة التى تصيبك بالشيخوخة المبكرة !

ومن كل تلك النصائح التى تجعلك تشعر انك فى مجالس الحكماء

وليست  عبارات على "بيج " فيس بوك

ستعود لمصطلحاتك الاولى التى خلقك الله بها

وليست التى جرت العادة على استعمالها هناك كالبوست والبلوك !

ستنتهى من قراءه قصص العذاب التى لا تنتهى او بكلمات الحب الخالد

الذى لا يوجد مثله فى هذا الزمن

ستنتهى من كل السخافات التى لا تمد للواقع بصله

والتى اضطرت اليها لانك user من ضمن ملايين من الحسابات

والتى كنت تعتقد انك ذلك الشخص الذى يرى العالم كله متجمعا حول صفحته الخاصه

وانك الوحيد الذى على دراية بكل شئ حوله

حائطك به عنوانين الاخبار وكلماتك سبق صحفى هام

ومراسلاتك ذات قيمة عالية فى صنع الاحداث !!

تعقد الصداقات بسهوله ويسر  وتسعى فى اقامه العلاقات

دون تحمل مسئولية حقيقة عنها

لانك فى الغالب ستهرب عند اول مواجهه لم تجد فيها ما تريده

قم بإفاقة نفسك فلن تحصل على جازة نوبل للفيس بوك ذات يوم !

بصفتى user سابق اؤكد لك ان المتعة الحقيقية هى ان تجعل من عالمك الافتراضى

عالم محقق بالفعل فى عالمك الحقيقى

تفكر وتفكر فى كيفية حدوث هذا وحين تتخذ القرار ..فقط  افعلها  بطريقتك انت.


 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مذكرات ( نقطة البداية )

فى كل عام

كتاب البوابة (النسخة النهائية)...