هٌنـــــــــــــــا

هنا..الوادى الاخر ..احياه ،اعيش فيه، اتنفسه كل يوم
هنا ..بعيداً عن كل شئ  ضوضاء الدنيا وازعاج الاخريين
احزان الحياة ..هموم اليائسين ..وحتى بريق عيون العاشقين
هنا..اعيد صياغه الكثير ،الامنيات ، الاحلام التى تحققت والتى لم تكن
الافكار التى صافحت الواقع والتى لم تظهر بعد
الحروف التى تلتقى كل يوم لتبنى حياة اخرى غير ما نعيش
الفضاء الواسع الذى يمكننا من نزع القيود والبوح بكل شئ
كم من المرات التى اقف فيها ..هنا ..لكى اعيش من جديد
لكى اجد الأكسجين الذى لا اجده فى طبقات الهواء

هنا..الرؤية التى لا تقف عند حدود النظر او اتجاه العيون
رؤية للاعماق ولبحور الاحساس التى لا تنتهى من فيضاناتها الكثيرة
رؤية لما هو غير مسموح تطبيقه بين عوازل الواقع
عندما ارتدت تلك النافذه اول مره رأيت عالم اخر بالروح
كان مجرد احساس برجوع ما مضى ولكن بألوان مختلفه
ولكنها نفس المضمون ..نفس الامل  والاهداف التى يسعى اليها البشر
التميز ،اثبات النفس ،الوجود، النجاح، وكل العوامل التى تنتهى بوضع الرضا تاج على القلوب
قد تكون بدايه مراهقه حماسيه عمياء عن حقيقه الواقع الذى دائما ما حطّم كل تلك المعانى
فى نفوس من سبقونا
 كان لديهم القلم بمثابه الهواء الذى يتنفسونه
بل والامل المتبقى من جعبه الامال التى نفذت جميعها فى غير مواضعها
والتى لم تصيب اهدافها ومنها من تغير اتجاهه بفعل رياح الواقع وعواصف الظروف

ولكن يتبقى النهاية ذلك الاحساس الذى يتولد عن كل محاوله للكتابه
انك (شئ اخر غير البشر ) تمتلك خاصيه لا توجد عند الكثيرين
قد يمثل ذلك غروراً ولكن بالمقارنه بما لديهم من ثبات وعقل
وبما لديهم من استقرار نسبى 
فهم الافضل كثيراً من الجنون والهياج العصبى الذى يصيب الفرد
 فى اخراج الكلمات فى موضعها الصحيح .. او محاوله اصابه عقل القارئ بالاقناع بما يكتب
او حتى الفهم !! .. المشكله تتعلق فى الاعتقاد كثيراً ان الناس تفهم بالضروره ما نفهمه نحن فيما نكتب
ولكن غالبا ما يحدث هو شئ اخر .. يتعلقون باطراف واغصان اخرى غير تلك الفروع التى صنعتها
ولكن لا نستطيع ان تلوم احداً على ذلك ، فى الاخير  لن يكون نصيب اللوم الا على ما كتبت وفقط

الحقيقه..ان الروح التى تمتلئ عندما نكتب بنشوه خاصه هى السر الحقيقى لاستمرار
الكثير يعلم ان نهايته لن تكون كـ..(نجيب محفوظ) ولكن رغم ذلك يظل الطموح
بالفعل لن نكون اول شئ يستيقظ من اجله جموع القرّاء لكى تبتهج عيونهم بما نكتبه
وبالفعل لن نصل تلك المرحله التى نغير الكون بما نخطّه من حروف
وبالفعل لن يقتنع احد بنا الا اذا كنا نعمل بوظائف اخرى تغنينا عن الاحتياج لبيع كتاب او نشر موضوع
لطلب الرزق منه (ذلك راى الخاص ) ..
ولان اصلا المبدأ فى الكتابه ليس كذلك ولكن البعض يلجأ لذلك يوما ما
والبعض يلجأ للكتابه اصلا من اجل ذلك !!
ولكن بغض النظر الرساله ..هنا.. ليست فى البدايه تكون لاظهار انفسنا للناس
والسعادة التى ت
نتجها أعماقنا عندما نسمع كلمات الاعجاب منهم والتشجيع
انما لشئ اخر فى قرارة النفس ..

فرضاً بعد ان ينتهى يوما كل شئ
 وكتب فى صفحات القدر الا يتم اى شئ مما كنا نحلم ..
هنا يتبقى ذلك الشئ الذى لا استطيع ولا اعتقد ان سأستطيع ان اصفه فى يوم
هو يكفى لان تشير عليه وسيعلم كل من اجاد قلمه على الورق يوماً ان يفهم ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مذكرات ( نقطة البداية )

فى كل عام

كتاب البوابة (النسخة النهائية)...