القــــــــــــلادة




عندما رأي الدموع فى عيونها جاءت له حاله من العجز
 وكأنه غارق فى بحور من الالم ولا يملك حتى ان يقاوم 
همّ مسرعاً فى اخفاء ذلك امامها وركز فقط على توقف تلك الدموع 
كانت تنظر له فى براءه وحزن  
احس ان بداخلها شيئاً له يتكلم ولكن دون صوت 
مجرد أنين يسمعه ولكن دون فهم السبب 
لم يسألها ..لا يملك فى تلك الساعه ان يسأل 
توقفت اجهزة كثيرة عن العمل بداخله 
الا ان قلبه كان ينبض بقوه 


لم يعتاد الامر من قبل ..ابتسامتها كانت الدواء 
ولكن الان ..بعد تلك الحاله التى رآها فيها 
أيقن ان هناك شيئاً خاطئ 
ادرك ان هناك ثقب فى مكان ما يسمح بعبور الالم 
كما سمح لديها بخروج الدمعات 


ظل يفكر بين لحظاته القليله التى تملآه بالحيره 
ماذا يفعل فى تلك الفتاه لكى تتوقف عن البكاء ؟
لماذا تبكى امامه هذه المره؟
من قبل كان توارى حتى احساسها بالضيق 
قال فى نفسه 
"هل اصبحت جافاً لتلك الدرحه من الاحساس "
حتى تبكى لهذه الدرجه 
حتى لا تستطيع ان تقاوم ككل مره تلك الدموع امامى 
ماذا حدث يا صغيرتى ؟ 


اقترب منها قليلاً ..نظر اليها بعمق شديد 
وهى تأبى ان ترفع عيونها اليه 
ظل واقفاً مكانه بلا تحرك 
بلا صوت ..بلا اى شئ 
فقط نظره تعمق شديده وانتظار لرؤيه عيونها
لعله يفهم السبب ..لعله يدرك ولو قليلاً ما اصابها 


هدئت قليلاً ثم نظرت اليه 
كانت دهشتها عندما تفأجات بنظرته العميقه 
احست انها تغوص فى المحيط هذه المره
تلاشت الكلمات .. اختفت ملامح الحزن 
تناست العالم من حولها عندما قرأت اول سؤال من عيونه لها


ارسلت اليه ابتسامه خفيفه ولكن سرعان ما اختفت 
ادرك انه الامر متعلق به هو !!


ظل الصمت المطبق عنوانه لدقائق اخرى 
استرجع كل لحظاته معها اللى كانت مشابهه لتلك الابتسامه الخافيه
استرجع اوقاته وتصرفاتها بعد ذكرها له مشاعرها التى كانت بنبره حزينه 
ولكن كانت توحى بتفاؤل غريب 
قد يكون ذلك هو السبب الذى شعر منه انها "المستقبل" معه 
ولكن كيف ؟؟


وماضيه يتحرك فى دموعها 
ويحجم لسانها عن النطق لما بها 


ابتسم هو واخرج شيئاً .. شيئاً اخر 


قلاده من جيبه ظل محتفظ بها  من الماضى ..
قديما كان يرفض اعطاءها لها 
ظناً منه ان ذلك يدفن ماضيه 
ان يخبأ كل متعلقاته جانباً عن الاخريين 
كل عن شئ الا نفسه 
ولا تعلم كيف او لماذا؟؟


ولكن شيئاً ما تحرك فى وجدانه عندما رأى الدموع فى عيونها
شعر ان لم يعد شيئاً مهما بقدر تلك الدموع ان لا تخرج 


لم يتبقى له سوى الدموع من عينه 
فلا يجب ان يتبقى ايضا من عيونها !!


ادركت هى معنى اعطائها القلاده  


حكى لها ذات مره انها تعبر عن كل شئ مضى له 
بحياته التى كانت مع من كان 
بجوارحه التى كانت تستنشق الامل والسعاده معها 


الا ان كل ذلك انتهى بعد ذلك 


ولكن تلك الصغيره اتت اليه من السماء 
"كان يقول لها ذلك دائما "


ومع الوقت استطاع ان ينسى ..يتعلم ..يعيش من جديد


ولكن مع رصيد كافى من القلق والاحزان 


وذلك ما كان يحزنها دائما عليه 


لعل دموعها تلك لانها احست بفيضان من الحزن هذه المره 
على ملامحه .. نبراته ..حتى تحركاته نفسها وظلّه  الليلى المعتاد


ادركت حينها انه لم ينسى 
كما ادركت ابتسامته حينما اعطاها القلاده 


مد اليها يدها فامسكت يده فى رفق 
واحتضنا تلك القلاده فى راحتهما 


كما احتضنت هى الامل فى قلبها منه
كما احتضن الراحه اخيراً معها 


كلما يتذكر شيئا  كان تذكره لدموعها دافعاً للاعراض عن التفكير 
ظل يأبى ويقاوم ذلك الشعور فى داخله 
حتى استطاع يوما ان يرتاح 
حتى استطاع يوماً ان يدرك الحيـــــــاة .......




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مذكرات ( نقطة البداية )

فى كل عام

كتاب البوابة (النسخة النهائية)...