السطور الآخرى



دعنا نتكلم عن امور اخرى ..دائماً نملأ سطورنا بالحياة
بما نفعل وبما نفكر بكل ما يتعلق بالــ.."حياة"
دعنا نكتب سطوراً آخرى ..مثلا سطور ما بعد الحياة
سطور الموت او قل ما بعد الموت ..عن الحياة مرة آخرى
دائما نتصور الموت كـ ..محطه او كـ.. "اصانصير"
ينقلنا من حياة "الدنيا" الى حياة آخرى
بها كل شئ كان فى الحياة "الدنيا"
وأضف عنصر "التخيل" لانه سيصير هناك واقع
وأخذف كلمه "النهاية" لن تكون لها معنى او مرادف او وجود من الاساس 

ولكن الان  لمجرد التفكير عن الموت قد يعتبرك الموت "مجنون"
تتكلم عن الموت بشكل عادى!!
الا تخاف؟! الا تحزن؟! الا يحدث لك اضطربا معنويا على الاقل ؟!
فكره الموت مفزعه ..حتى ان الفزع لا يقارن بما ستراه حينها من فرع حقيقى !!
مشهد لا يتكرر  هو فقط لمره واحده ولشخص واحد
هو الممثل والمشاهد لسيناريو معد مسبقاً
قبل ان تعرف على الارض معنى ثلاثه حروف مجتمعه ( الـ.." ب..ش..ر")

ولكن الموت لا يفترض ان نعطى عنه فكره واحده او نظره واحده فقط
بعض الناس او ربما الكثير منهم لديهم نظره اخرى
هى النهايه التى تترك بعدها كل شئ
هذا هو الامر المرعب ..أن تترك ويتركك كل شئ
"انا - الزملاء - الاصدقاء -الاحباب - العائله "
" الحى والشارع -المدينه والبلد -الوطن والعالم "
"الوظيفه - المنصب -الكرسى - السلطه - المال -النفوذ "
وكل شئ يدور فيهما ومنهما ولأجلهما
لماذا؟ -لان الوقت قد انتهى ..
وقت يدور لغز الموت فى إننا لا نعلمه

نعلم ان هناك موت .."حساب" واشخاصا سيحملونا ويودعونا
كما حملنا وودعنا من قبلنا
نعلم الاتفاق الإلهى الذى عرضه الله -عز وجل- على المخلوقات
الخير للجنة والشر للجحيم الا ما شاء الله ما يريد
السؤال عن .." العمر ..المال..الجسد ..العلم" بما صنعنا بهم وفيهم
ولكن شيئاً واحداً لا نعلمه وهو "الوقت" كم المده؟ والزمن المتبقى ...
ولكن الرحمة اننا لا نعلم

ذلك من اجله تتفتح ابواب الامل والنظرات البعيده والمديدة للمستقبل
ذلك من اجله الابتعاد عن ذلك الشعور الغائب بإن يوما ما " سنموت" وسنترك كل شئ
سنتوقف عن "التنفس ..الكلام..التحرك..التفكير ..التعامل "
الحواس معطّله
لا يوجد استقبال لاى موجات صوتيه او مرئيه
سنتوقف ايضاً عن العالم الافتراضى الالكترونى
"البريد الالكترونى ..الشات..البوست ..الشير ..الكومنت وحتى الابسط فيهم "اللايك"
واى شئ آخر متعلق بعالم
 الـــــ .."
"WWW..http.URL

سيتوقف كل شئ حتى فكرة تقلبنا ان الحياة ستستمر
ملايين الكلمات والتحركات ..المواقف..الافراح والاحزان
المشاعر والاحساس ..النمو ..الابداع ..الاكتشاف
رؤية الحياة لطفل صغير او شاب يرى ان مازالت اشياء كثيره
وحياة طويله بالانتظار ..للاستيقاظ فى الصباح ..وللنوم وللاستعداد
لكل شئ لتوفير الحياة غداً وبعد غد وللشهور والسنوات القادمه
ملايين الحسابات الالكترونيه وقوائم "الفريندز"
والجروبات والصفحات والبلوكات ايضاً ..
عالم المواقع والتدوين  وعالم الطبيعه
والعلم ذاته بتصنفاته المتعدده وتفاصيله المعقده
او التى نتدارسها فى بعض الكتب والمناهج
كل ذلك سيستمر  بنفس النظام وربما افضل
بأشياء تكون الان فى الخيال بينما ستتحقق فيما بعد
قد لا تراها اعيننا ولا ندركها ولا نشهدها فى الحياة

فكره الموت واجبه ..ولكن لا يجب ان نأخذها بالفزع دائما لا يجب ان نخاف
للعلم بالشئ فقط ان ذلك امر ضرورى ..ذلك هو الاتفاق
سواء شئت ام ابيت ورضيت او لم ترضى ..
عليك ان تعلم الحقيقة الان ...
والتى ستصيح بها بعد خروج الروح
ولكنك ستنادى وحدك ..ولن يسمعك احد
الحقيقة التى غابت عن معظم العقول ..وعن ادراكها معظم القلوب

اصبحنا مدمنين بفكره الدنيا مانفعله مجرد التزامات "عبادة-عمل"
ولكن يصعب وجود الدافع الرئيسى وهو "الآخره"
لماذا تعتقد الناس ان الدنيا هى الاساس او ما خلقها الله اولاً
او اصلا ما معنى الدنيا  ..وماذا يفعل الانسان فيها؟
هل ندرك ان الدنيا اصلا لم نخلق فيها؟!
انزل الله آدم الى الارض الى الدنيا بكافه التشريعات
والصراع الاشمل والاكبر بين الخير والشر
بين الميول لجانب الله -عز وجل - او الميول للشيطان
لوقت معين من ضمن الوقت اللانهائى الذى سنحياه بعد ذلك

نحن اذاً مجرد ضيوف!!.. نحن ابناء آدم
سنذهب جميعاً يوما للمكان الذى خُلِقنا منه
بعد ان نترك الدنيا كما آتينا اليها
وبعد أن يسجل كل شئ بالأقــــــــــــــــــــــــــــــــلام .......


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مذكرات ( نقطة البداية )

فى كل عام

كتاب البوابة (النسخة النهائية)...