انطوائيليزم
من الغباء دائما ان نعتقد ان حياتنا مهما المّ بها من احداث فهى المهمه على الاطلاق
ومن الحماقه ان نسير وفقا لهذا الاعتقاد
حتى يأتى يوماً ترى فيه الاخريين مجرد هامش فى حياتك
بل واحداثهم وكل ما يتعلق بهم اذا لم يرتبط بك بشكل من الاشكال
فيكون من الاهمية الشئ القليل الجدير بان تطلق مشاعرك تجاهه ..
او ربما يصبح العكس تماما وترى نفسك اقل اهميه من ان يكن لها دور فى الحياة
هذه عقدة _بضم العين_ لدى نوع من الانطوائيين
الذين لا يأتى لهم الدافع من الحياة نفسها او من اى شئ متعلق بها
بل من ناحية اخرى من الداخل ..
لذا يبدأ الاهتمام كله بذلك المصدر الذى لا ينتهى الدافع منه
لا يتحكم به ما يحدث بقدر ما يتكون داخله هو
لذلك اذا اردت ان تصلح ما بداخله او تزرع املا
فلا تفعل اى شئ خارج اطار نفسيته
بل اجعل تلك المعتقدات الراسخه بداخله هى نفسها التى تتغير
لانه لا يستجيب مهما حدث لاى مؤثر خارجى ايا كان
تلك طبيعته وفطرته التى نشأ بها ولا دخل له بذلك
وتصبح الفتره التى قضاها فى الدنيا هى المرجع الاساسى لاى تجربه
وتصبح الافكار التى تحملها عقله
هى التى لديها احقية عنده بالتحقيق على ارض الواقع دون غيرها
لذلك ترى ذلك النوع دائما غريبا فى اختيار ما يناسبه
وتتعجب دائما لماذا كل هذا الاختلاف فى افكاره ونظراته
وكل ما يتعلق به احيانا شأن آخر غير الناس
كثيرا ما لا يتناسب الا اقليه مما لديهم - روشته- فى التعامل مع هذا النوع
لذلك غالبيه الناس لا يجد فيهم مراده ابدا ..
الانطوائى دائما ما يشعر انه مصاب بلعنه ما
بدأءت مفعولها منذ ان كان صغيرا ونمت وكبرت مع النمو الطبيعى له
مع الوقت والايام تزداد تلك الجرعه من الانطوائيه كلما اثبتت صحه فكره ما
كانت اساساً للانطوائيه لديه من قبل وكل حدث يمضى يصير برهانا على ذلك
لا ابالغ حين اقول يوما قد تصير معتقداً ذهنيا يعتنقه بعدائيه مع باقى الناس
يراهم كثيرا بشفقه وقد يرى نفسه هو ما يستحق تلك الشفقه
وان اجتماع الاخريين عليه دائما سبب فى جعل حياته هكذا
ميوله حيئنذ تتجه للانعزاليه البحته التى تنقسم الى قسمين
القسم الاول يدرك تماما ان لا افضل من الانعزال عن ذلك العالم المحيط
بعالم خاص به هو يصنعه وينحته ويرسمه كيف ما يريد وذلك متعلق اذا نجح فى ذلك ام لا
بينما القسم الاخر هو ذلك الذى ينتظره باحتياج من الاخريين
ان يأتى اليه ويراه احد ما لكى يخفف من حدة الالم المتعلق بالانعزال لديه ويفهمه
الانطوائى عادة لا يكره ولكن قد تجبره الظروف لكى يكره
المشكله غالبا فى بقاء الشفرة التى تجعله يتعامل مع الاخريين سرية
ومعالمها مبهمة وقد لا يدرك ذلك هو فى نفس الوقت الذى لا يدركه ايضا الناس
قد يتعجب يوما من اراء الناس حوله فيه
يكتشف انهم يرونه بشئ آخر تماما غير مما يضمر بداخله
يتولد بداخله نوع من الاحساس بالذنب على شئ لم يفعله
بينما يجلس وحيدا ويرى الناس من حوله يأتى اليه نداء ما لا يعرف من اين
يقول له، "اذهب ،اذهب بعيدا ،ليس لك هنا مكان "...
تعليقات
إرسال تعليق