الواقع المر


دائما فى النهايه ما تموت الافكار بداخل كل منا دون ان يستطيع ان يعبر عنها
واذا جاء يوما واستطاع فليكن تعبيرا هامشيا على اوراق القدر
قليل جدا من سيستمع والاقل من سيشارك الفكره لتنمو...
جميعنا هنا يا صديقتى على تلك الارض سواء فى شئ واحد
كل معطياتنا عن الحياة لها سقف محدد لا نقدر على بلوغه
هكذا هى حياة الشعوب النامية
انت تحلم وتتكلم عن حلمك بمنتهى الامل على موعد لتحقيقة غدا
ولكن غدا لا يأتى ابدا ..
الا اذا كان البعض لديه من المقدرة للوصول للحياة الاخرى
للواقع الذى نحلم بتحقيقه هنا ونراه على شاشات التليفزيون فى مجرد اعلانات حمقاء
للغرب وتباعاته التى تقتضى ان تفعل كل شئ تريده ولكن هناك فقط
سيأتى لك يوم ان كنت من هؤلاء البعض لتعرف ان الواقع هنا لا يستحق
وستقرر ان تمضى هناك مع تحقيق حلمك عن ان يتم وأده وانتهاءه هنا
هنا وهناك معادلة متوازنه ولكنها متناقضه ايضا
هنا كل شئ تريده عن ملئ النفوس بكل ما يؤهلها للعمل ولكن دون جدوى
وهناك كل شئ تريده عن العمل الذى  يملأ النفوس الذى لا يحتاج عادة لكل الشعارات الموجوده
ولكن شتان والفرق واضح وصريح معلناً عن نفسه
هنا ،تأخر بنصف قرن من الزمان وهناك تقدم عن ما يفيض احتياجات العالم بالمره ..
لقد توقعت منذ طفولتى ان تلك المعادلة ستنحاز لجانبنا يوماً وان لم يكن بنفس الشكل
ولكن لنحقق شيئاً ،اى شئ كان ،ذلك سيرضينى ويمنحنى الشعور ان الحياة هنا لم تضيع سدى
اصبحنا نمقت كل شئ ،اخفينا مميزاتنا عنوة حتى لا نبرهن ان الواقع يمكننا التعايش معه
حتى نعطى سبباً دائما لانفسنا ان نتكلم بلغة التشاؤم والسخرية التى هى مخرجنا الوحيد من حاله الضيق
ولكن مع ذلك  نعيش  ونكمل ونرضى ان تدفن الحياة فى الروتين تلو الروتين
مراحل متتالية نحياها فقط مثل كل شئ يأخذ من الوقت لكى تتم به دوره الحياة
رفضنا الابداع خوفاً من عقاب الخروج عن القاعدة العامة
خوفاً من ان ينهار ذلك السقف الذى بناه الاجداد واورثوه للاباء ثم - لنا- نحن الابناء
صارت فكره ان يتغير شئ نقف لها بالمرصاد ...
اليس ذلك واقعنا المر يا صديقتى ..؟
ذات يوم عندما حدثت فى بلادى ثوره فرحت اخيرا
اعطتنى الدنيا سبب مقنع لكى ابتسم احلم ابدأ فى تكوين فكره عن غد مشرق
سيكون متعب بشكل خطير قد لا يتحمله طاقة الجيل الحالى
الجيل الحالى الذى  لم يتربى على البناء وعلى الصمود انما فقط على التمرد
جيل وجد نفسه محاط بين تقاليد مقيدة وفساد جامح
فقام بالتمرد ونظر لمن يريد ان يكون مثله ولم يجد غير الغرب مثلاً  اعلى
مع كل ذلك ظهرت مع الوقت والاحداث كل الذى تربى عليه
ظهر الوعى الذى لا يوجد ، والتفكير المتشتت وعدم تقبل الرأى الاخر بصفته رأى
انما خلاف ومشكله يجب التصدى لها
وانكشفت كل المعانى التى عايش عمره عليها
والتى لا تهدف الا للتبعية المطلقة وان كان منهم العكس ممن رحم بى  ....
لم نرى ولم يعلمنا احد كيف نصنع من بيننا قائد يدرى كل شئ
فماذا تنتظر من جيل لم يذاكر جيداً من منهج يريد ان يحققه
انه يرى دائما الهدف الاعلى
يرى ذلك السقف ويعلم ان الحياة الحقيقة هى عندما يبلغه
ولكن عندما قرر ذلك لم يجد الشئ الذى يمكنه ان يفعل
لا يوجد "سلم" لكى يصعد اليه
يكفى فقط ان ينظر اليه  دائما وهو من اسفل ...
قام بالبناء واستوطن مجددا تحت ذلك السقف
فقط تقدم خطوه واحده ولكن لم يتقدم بطريقة يقال عليها تقدم !
كمن علم دواء لمرضه ولكن ليس معه ما يشترى به
فسواء كان يعلم او لم يعلم ، النهاية سيظل مريضاَ طوال حياته ...

تعليقات

  1. اصبحنا نمقت كل شئ ،اخفينا مميزاتنا عنوة حتى لا نبرهن ان الواقع يمكننا التعايش معه
    حتى نعطى سبباً دائما لانفسنا ان نتكلم بلغة التشاؤم والسخرية التى هى مخرجنا الوحيد من حاله الضيق

    تفتكر احنا بنعمل كده بجد ؟

    ردحذف
    الردود
    1. ناس كتير بتعمل كده بدافع الانتقام من الوضع
      اللى بيصب فى الاخر انه بينتقم من نفسه
      اشكرك لعليقك ومرورك ،تحياتى :)

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مذكرات ( نقطة البداية )

فى كل عام

كتاب البوابة (النسخة النهائية)...