هزار سخيف !



كانت البدايات ككل البدايات التى تقنعك اجوائها انك قادم على شئ
سيضيف للوقت معنى اخر ،معنى غريب ربما
ولكنه افضل من عدة اوقات آخرى لا تحظى بأى نوع من المعانى
كعادة الدنيا فى ابراز المفاتن
التى يصعب تجنبها فى بداية اى طريق
تلك الخطوات الهادئة وانسدال الاشعة البسيطة
والتى تقرر بعدها الخوض بحماس فى الطريق لمدة اطول
يملأك الشجن الذى اصابك ومخيلتك التى امتلآت عن آخرها
لتوحى ببعضها فى محاوله لتحقيقه على ارض الواقع
انت لا تنفى ان الواقع مر ولكنك تحاول
تحاول ان تضع وتضيف لمستك المختلفه والتى تراها وحدك كذلك
مقتنعاً ان لديك القدرة فعلا على تغير شئ
على عمل نظرية جديدة غير كل ما سبق انتاجه
وان العالم شأن وعندما يتوقف عليك الامر شأن آخر

لولا ذلك الامل لانطفئت كل الشموع تلقائيا دون سعى احدهم لاطفائها
ولاحتفظ كل جنين بصرخاته المدوية اذ ربما يعلم انها لن تلفت انظار الناس حوله
كأول فعل له امام العالم
ولكانت الارض مليئة بالقبور التى سيفضلها البشر بدلا من مساكنهم
وعند مرحلة معينة يكون الانتحار واجب وطنى !
لولا ذلك الخداع الذى نمارسه على انفسنا لتلاشى معظم ما نفعل
وتم القضاء على لغه نفسية بداخلنا تدعى ب"الدافع"
التى تجعلنا فى وقت ما لدينا طاقة كبيرة تسمح بتنفيذ اى شئ
حتى تبلغ ما تريد ويستقر ذلك التوتر بداخلك
لولا ذلك ايضا لما ابدى الناس رد فعلهم المعتاد كل اشروقة شمس بالنشاط
ولاعتقدوا ان قدوم الليل ليس وقت ويمضى بل الى مالانهاية ..

هكذا نحن مع البدايات التى تبدو لما صاخبة وعامرة بكل معنى نريده
التى تمتص الرحيق المناسب من باقة الزهور المتبقية لديك
لتصنع شهور يشبه تذوقك للـ.."عسل"
حلو المذاق ويلهيك عن اكبر حقيقة فى الوجود
"لاشئ يظل ثابت مدى الحياة "
حتى لو بنيت وانفقت وفعلت مالم يفعله غيرك
ان كل محاولة للبشر لصنع قانون اخر عما قد سلف تبدو لى "حماقة"
انا شخصيا لم اتخلى عنها يوما ،لقد ظلّت وقت طويل احدى عناوينى الرئيسية
ولكن ادركت مؤخرا وليس "تشائما" ان كل ذلك الوقت الذى عشناه
كنا نكتفى فقط بالهروب من تلك الحقيقة
وبمحاوله تزيفه او فبركته لصالحنا _بحسن نية_ 
ذلك الذى يجعلك فى النهاية تشعر بالذنب على ذنب لم تفعله
ولكن لسذاجتك الغير معهوده فى رؤيتك ترى كم كنا خاطئين

هل شعرت مرة بإن "الذات" التى منحتها الضوء الاخضر يوما
هى نفسها التى تضطر لالغاء خط سيرها
ليس ذلك لاسباب واهية انما نتاج
عن كل ما تراه فى عالمك ولا يعجبك
بدءاً من السذاجة وصولا للغباء المطلق مرورا بالاذى
الى ان ترى حياتك كلها عباره عن اكوام متراكمة من الكوابيس

الحياة تبدو لى دائما مثل ...هزار سخيف
عندما تجد شيئاً مريحا لبعض الوقت تأتى عاصفه ما
لتجعله ينفلت من امامك
مع بقاء اى آثر آخر لا تحب ولا ترحب بوجوده
وفى النهاية عليك ان تتقبل مزاح الحياة معك بإبتسامة سمجة باهته
تخفى بها كم الارهاق الذى اصابك
مع كلمات" انا بخير ..مش زعلان ..مفيش حاجه"
التى اعتقد اننى سأظل انطق بها حتى لو رأتنى الناس احتضر امامهم
اكثر ما آلمنى ذات يوم ان قال لى شخص ما ان مهما كان سيحدث
فإن لك نهاية محددة لك من قبل
شعرت وقتها بالخذى وان كل ما منحته ولو كان بسيطاً اختفى
وان كل ما حدث لا شئ سوى "جولة اخرى من السذاجة"
والنتيجة كعادتى فى تلك المباريات "هارد لك" ... 




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مذكرات ( نقطة البداية )

فى كل عام

كتاب البوابة (النسخة النهائية)...