مصارحه نفسية

ماذا سيحدث لو اردت يوما ان الا اعيش
بوضوح اكثر ماذا سيكون عندما احيا حياة اخرى غير التى احياها
غير التى اراها كل صباح وتتراكم اللحظات ليأتى المساء بما كان قبله من امسيات
وغير تلك النظرات التى اعى انها ليست حقيقه الوجود انما وهماً مصنوعا من الفولاذ
ماذا سيحدث مثلا لو تمكنت من رصد كل شئ بالقلم
ولا عبر الناحية الاخرى من التفكير والى الحل الذى لا اجد بعده منفذاً للرجوع مرة اخرى
من سيكون بإنتظارى هناك ...؟
اخشى ان يرافقنى اصدقائى الاعزاء (الالم ،الحزن، الصمت والوحدة)
اخاف ان يصبحوا هم الحقيقة التى سأكتشفها ذات يوم
وان لم اعترف بها الان فمتى اذاً علىّ ان اتقبل وجودهم فى حياتى كبصمة الاصبع
اضحت الحياة فى تقلب مستمر بين الامل الذى بلا ملامح
وبين اليأس من الواقع الذى يحاصرنى بأسلاكه الشائكه
كانت احداها اننى وجدت ان معظم الناس لا يفقهون ما بداخلى
تعلمت ان اكون مخطئاً فى حق نفسى دائما حتى لا اعطى الفرصه للغير ان يصبح هو مخطئى
ياترى ..ماذا بعد الغموض ؟
ماذا بعد ان انكشف الالواح  وظهرت لكل من بالارض ..هل سيهتم احداُ ما ..؟
ماذا افعل فى هؤلاء الذين لا يفهمون مثل هذا الكلام ..
قل لى يارب ..ماذا اصنع ..؟
ولكن عندما اعود لا البث ان لا اعطى لاحد اهميه
انكر ذاتى بينهم وبين نفسى واتمرد على وجودى فى الحياة
اسخر من تلك التصرفات التى تصدر منى فى ساعه خروج صوتى للعالم
للدنيا التى لم تصبح كما عهدت من قبل
اقول لنفسى بشكل مستمر ..عليك ان تتغير والا ستصبح كذلك العمر كله
ولكن اين ذلك السقف الذى سابلغه..؟
اعلم انه يجب ولكن كيف ..؟
ليس ذلك السؤال المحير انما ماذا ستكون حياتى بعد ذلك
ماذا من المفترض ان اواجه العالم ..بأى طريقه اذا ..؟
هل بالصمت مره اخرى مضاعفاً لما كنت
او بالكلام الذى يخرج من لسانى بما لا يشبهنى اطلاقا
اريد ان احكى عنهم ..عن ذلك العبء الذى سيطر على ثغرات روحى
بحيث لا ترى النور الا بصيصاً من بعيد مصحوباً بكثافه اكبر على ذلك الثقب الموجود
ماذا علىّ ان اصارح نفسى به لكى اتخلص من كل تلك الاوجاع
ماذا علىّ ان ادفع مقابل الا اشعر فى يوم ما اننى مازلت اتصنع الحياة
تلك القوالب الجامده والمبعثره والمششته فى كل اتجاه ...
صعب للغايه ان يكون بداخلك اشياء لا تملك ان تحاكيها
ولا تستطيع ان تمهد الطريق لخروجها منك
لقد اختلطت بالدماء ومن ثم سأنزف حتى الموت اذا خرجت منى
ياليتنى ماجاء ذلك اليوم الذى اقول فيه هذا الكلام
اتبعثر بين كلماتى محاولا ان اجد شيئاً واحداً اقوله لاستريح
اين انتم يا من كنتم العالم ..؟ كيف هانت قلوبكم على ان تتركونى هكذا
هل جاء الوقت الذى اصارح نفسى بحقيقتكم تجاهى
ولكن هل سأتقبل ذلك بدون الم مضاعف لما يوجد
هل الراحه ستكون هنا فعلا ..؟
ام ستختفى للابد دون رجعه
حاولت ان اشعر بالحياة بشكل مختلف عن بقيه البشر الذين سبقونا
وجزء منى يشعر بالاستياء الشديد لوجودى فى ذلك البئر الذى سقطوا فيه جميعا قبل ذلك
كنت احسب اننى سأخرج منه منتصراً
ولم اكن اعلم ان للامر صعوبه جعلت من كان قبلنا لا يقدمون على فعل شئ
طلبت من الله كثيراً بقلبى ان اجد مخرجاً اشعر منه بذلك الذى احتاجه
والذى اسعى اليه ليمتلكنى شعور واحد فقط يغنينى عن العالم اجمع
اننى حقاً موجود
 واننى صنعت من نفسى قصة تعد لى دليلاً على اننى لم اعش سنوات حياتى هباء منثور..
ولكنى اكتشف بعدها اننى غير مستجاب الدعاء..!!
يا ترى ..من سيقرأ ذلك الكلام ياربى هل ستضع فى قلبه ذلك الذى اشعر به
ان انهم سيكونوا  فى وادى وما قلته فى وادى اخر ..؟