اوراقى القديمه……..
بحثت فى احدى اركان زاويه غرفتى بضوء خافت نظرت الى النافذه تذكرت طفولتى ومحاولاتى المستمره للقفز اليها وتلك الكلمات التى كانت تردد على مسامعى وتليها شيئا يألمنى على يدى من ضربه احسست فيما بعد انها كانت بدافع الخوف والحنان ولست كما كنت اظن انها عقاب، ..... كانت الغرفه واسعه وذلك لان جسدى لم يكن مثلما الان كبيرا… ، اخذت مقعدى ومن ثم على مكتبى الذى يبسط مساحته البنيه اللون الى ذهنى تاركةً أثار كانت تحمل على نفسى ، احيانا همّا ثقيلا من كثره الاوراق والمذكرات فيها، ..بعدما انتهت تلك الايام ولم يتبقى على مكتبى غير اوراق اخرى ، تحمل محبّةً لقلبى مما اكتب اليها من عبارات تسفر عما تحتويه نفسى من معانى وكلمات،..كلما نظرت الى بياض الاوراق اتذكر مثيلتها التى عفا الله عنها منذ سنين والتى ظللت انتقى منها حتى حاز نصفها لمكان يبدو فى هيئته شكلا دائريا يصل اليه كل ما لا يحتاج اليه الانسان …
. لا تدرى اين تذهب يدك بشكل ليس به من التعمد غموض الى اوراق اخرى تحن يدك الى لمسها وعينيك الى قرائتها وتأمل محتواها ، تقرأ السطور باول يوم تذهب الى مدرستك وتتذكر مافيها من زملاء واصحاب ، كنا نتجمع يوميا بعد انتهاء اليوم لنتسامر طوال الطريق ولا نحس بطول الطريق وكان ارجلنا تقود نفسها الى حيت ما تريد ، نغضب ونبكى وياتى لياخذوا بخواطرنا الى الهدوء وينادون على الاستاذ والمُعلِمه بنيه صافيه لفتقدهم ما بى من احزان بعين رأفة ونظرات تلهف للمساعده ، حقا اصدقاء العمر وزملاء الماضى الذى بعدت اميال الزمن والاحداث لبناء حوائط واشارات ومطبات فى طريفنا حتى نصل لبعضنا مرة اخرى ، نتذكر ساعات الانتظام فى طابور الصباح ومش ضحكات بريئه لمحاولات الخروج عنه وتلك الشقاوة التى كثيرا ما نلنا بسببها ضربات عى ايدينا بالعصا وأرسالاً لاولياء الامور ، اتذكر كثيرا ما جعلنا الشكوى لغة لاى استاذ يأتى الينا !!! فقط كانت أيام ....
وأنقل لعينى على اوراق تليها فيها ما احببت عينى وما طيبت نفسى لرؤياه ، فيها ما كان صوته سرباً من الصفا وطرباً من الكلام ، حينما كان يتكلم كانت تسكت الدنيا فى أذنى ولا ينتبه عقلى الا لعيون فقط تقر عينى سعادة بالنظر اليها وبإرسال علامات الخجل على الخدين وتشابك اليدين منها والنظر الى الارض بعدما تقع عينى على عينها ولحظات حزن عميق حينما قررالقدر ان يأخدها منى ويباعدها عن طريقى ليبنى مجدداً حوائط ومطبّات تجعل من المستحيل طريقاً للبقاء
اطوى صفحات وأقرا مما تبقى من معرفتى لاصحاب جدد ولحياة اخرى ، فقد كبرت قليلا واصبح الارهاق لجسدى مكان وفى منتصف العقد الثانى تلك السنوات التى تملأ المرء فكراً للبحث عن حقيقه الحياة ، للبحث عم ما يتمناه وما يراه يتخبط كثيرا فى واقع كان مرسوما من الذهب فى خياله ، وأمانى تترد فى النزول لواقع الحياة ، تدرك وتتعلم ان الحياة مراحل واوقات قد لانرى نورا فى مرحله واخرى لا نجد فيها ظلام ، تنظر للحياة والى مداها الطويل وتتخيل الشاطئ سيأتى كلما ابحرت واعمقت بالعوم حتى تصل لعمق ما يجرى الخوف فى عينيك مجرى الدماء ، تنقبض ضلوعك وتنبسط جبهتك للعوده مجدداُ لمجرى الحياة بشعور غامض بالنفس بين الحزن والامل عندما ينقضى يوم سعيد مع الاهل والاحباب
ياتيك غروب الشمس ناظرا اليك فى ابتسامه حزينه مودعاً وتبعث له شكرا وامتنان ، ياتى القمر ويحس بغربيته فى بدايه الليل يظهر على استحياء كلما تنظر اليه ينظر اليك بالضياء ، تلين من جانبه بكلمات لمن تحب يأتيك بكل ما اتسعت وجنتاه من النور قابلا منك حالك وساعيا لينير طريق الليل لكى تذهب عبرات نفسك فى امواج من النسيان
تعليقات
إرسال تعليق