ثياب المودة
-نسعى وتجتهد فى بث الصفاء فى العالم غالياً بأكثر من جهدك فى نشر العداء والكراهيه ، ولا تعرف هل نفوس الناس ينقصها فقط شرارة لكى تشعل الفتيل فيها ، أم أن الشك فى وجود الخير أصبح كالشك فى رؤية الهواء –لا يمكن -، اختلاف الأعراق والمذاهب والاتجاهات والميول كل ذلك من أعلاه لأسفله غرقت أدوارهم تحت بحيرات الظن الآثم من كلا الأطراف ، حتى أن أحيانا لا تدرى أيهم على صواب ، ولكن إن وصلت لذلك الأمر فعليك بالانتباه بوجود خيط رفيع يفصل بينهم يدعى "الفهم الخاطئ" وكما "إن بعض الظن إثم" فإن بعض العقول تعكس الأمر بإسباق الأثم قبل وصول الظن ،لذا العبرة ليست فى المواقف النابعه منها تلك الاشياء بقدر الخطأ الاصلى فى الكائن المعروف بين مخلوقات الارض بأسم "الانسان" ، وللأسف الغير داعي أعقل الإنسان مثله مثل أى شئ واضع ذاته تحت قائمة "النقص " أى عدم الوصول لدرجه الكمال لأنه لله وحده-عز وجل- فمع قدرته على الوصول لأعمق أسرار الكون إلا انه لم يستطع ان يكون مذهباً كاملاً يمكن الاعتماد عليه فى كل الاشياء ،لأن مخارج العقل من أقوال وأفعال مرتبطة بمدخلين هما الحواس والأسلوب الفطري الذى خلقه الله طبيعةُ بداخله منذ ان كان، لذلك فهو لا يدرك الغيب ولكن يستطيع التنبؤ له بما أؤتى من خبرات وبيانات ...
ولكن ذلك ليس تبريراً على اتخاذ الإنسان مبادئ الشك والخطأ فى حياته بشكل دائم ومنهجي ولكن أتى الله بالديانات لتوظيف الانسان بكل ما يحتويه فى المكان المناسب له ووضع الخير فوق مرتبة الشر واستحقاق الخير وبطلان الباطل ، لذا فالفهم الخاطئ ليس طريقاً ولكنه ناشئ عن برمجة خاطئة للأساس التى بُنيِت عليه عقول الناس الواضعة أقنعة لها تقيها من الزمان والمتمثلة فى الكذب والاعتراض الفوضوي وتحقيق علو الذات على رقاب الأخريين ، أقنعه قد اضطرت اليها الناس لتعيش فى ذلك الزمان ،مع العلم أن ذلك ليس فى الاصل ولكنها الطبيعة الغاوية والهاوية لفطرة البشر التى كان أدم-عليه السلام- قد أصيب منها وكان فى السماء أفلا تراها وهى على الارض ،ولكن مالبث أن رجع للصواب بتحمل مسؤلية ذلك العالم لذى مازال مكتوب له الاستمرار الى تلك اللحظه …
قد يكون الخطأ فى الخير أنه لم يعرف الطريق المناسب للعودة الى الناس ،فإن تود ان تقترب من إنسان فلا تقابله عندما يسير فى طريق الآثم حتى لا يكرهك مع ما يكره فى طريقه ، ولكن زراعة الخير أصبح فناً لا يتقنه الكثير ولا حتى بعض المشايخ او بعضاً من الدعاة ، فعلى الاقل يجب أن يكون حجم الاصلاح مساوِ لما كان من الفساد حتى يشعر ببديل مناسب يحتوي نفسه ، فليس كل الناس تدلهم الفطرة والضمير الحى على الهدى وإتخاذ الخير درباً لخطاه ، بالخير تسود الموده والتبادل بينها وبين عامة الناس عندما يعلم كل إنسان أنه فى قلب الآخر حب و إحترام ،وكل منهما يرتديان ثياب الموده للاخر حينها ستنطفئ كل محاولات تقرب الفتن وإشعال النفوس إحراقها بالنـــــــــار......
تعليقات
إرسال تعليق