قطرات الحياة



-هل تخليت يوماً أن الحياة كقطرات المياه ، هل تأملت فى وعائها عندما يمتلئ ، هل تفكرت من الأصل ماهى المياه وما أصلها ولماذا منها كل شئ حي ؟!!، ألا توجد فى مخيلتك تشابهاً بالحياة ، نعرف الحياة ولا نعرفها ونعيش فيها ولا نعلم أصولها ، عندما خُلِقنا لم نعلم الا اننا أصبحنا عليها ولم يكن لنا الاختيار  من البداية أن نوجد فيها تلك اراده الله خالق المياه والحياة  وهى حكمه لنا- ، نحن بني الإنسان نعرف أشياء كثيرة ولكن ندرى بأصولها او بمصدرها ، حريتنا مقتصرة على ما لدينا من صلاحيات ولكن هل أتيت  يوماً باسم الحرية وأردت ان تطير دون اى شئ او تعيش فى أعماق البحار بشكل طبيعي  فلا تستطيع ورغم ذلك تتعهد بالحرية  ولا اعرف هل ادعيها حرية في نطاق محدود أم كأنها سؤال له أجوبه تختار من بينهما الصحيح ..
أقدار ومواقيت تأتى علينا ضاربةً بكل ماهو لنا لتجد أنفسنا فى طريق أخر قد يتحطم قلوبنا وقد ننسى حياتنا ونتساءل "إذا كان مثلا ذلك الشئ لم يعد لنا بحكم القدر والنصيب ، إذا ، لماذا كان معنا منذ البداية " هل القدر يداً تضرب الناس على أيديهم  ام يجب ان تكون رفيقه السعادة لهم في الحياة ؟!!

تحسها أسلاك شائكة هنا وهناك  ، قد توجد المشكلة فى عقلنا المحدود الذى لا يسمع الا شيئاً واحداً وهو ما تحويه أنفسنا ،لذا  كان لماذا ترى أختلافاً بين الناس احيانا فى بعض القضايا رغم رضوخ الجواب ؟!! ، لانها هكذا ، وعاءً محدود تتكون فيه أفكار الناس دون معايير لصوابها او للخطأ فيها ، لان نفس الإنسان عموماً عندما تتخذ فكرة فتجعلها صواب ،وهنا أيضاً تتساءل لماذا لم تكن عقول الناس سواسية كهيئتهم ،وتقول أليس لدى ولو بعضاً من اليقين فى أفكارى التى قد لا يؤمن بها الأخريين ،لم أكونها فى عقلى من فراغ ، وتتمنى ان يخلق الله حاسةً أخرى تجعلني أصل إلى انفس الناس ليشعروا كما أشعر وليروا كما ارى لأوكد لهم فقط صدق أفكاري ومشاعري وأرائي او على الأقل كنت علمت ما ينقصني فى فكرتي من بناء وما ينقص إعتقادى من دليل..

إن قطرات المياه أحسها كائن تركته الدنيا وكمن يحيى فى الحياة ولا يبالى به إنسان ، أو كموقف هادر يرميه الزمان ،قد تكون جمال قطرة المياه فى رؤيتها كقطرة وبأنها تشارك أقرانها فى الوعاء بزحام الذكريات  أنتعلم منها أم تكون فى صفحات القدر أرشيف الحياة ،قد أضع تشبيهاً أخر قد تكون القطرات كالأحداث والأيام تملأ فى كل وقت يمر فى أنفسنا الوعاء حتى يأتى وقت ما تصبح القطره عذاباً عندما يمتلئ الوعاء عن أخره فلا تجد مكاناً فى نفسك لاستيعابها ولا تجد لدون ذلك مكان فتؤذى من حولك وتغرقهم هموماً أحزان، فتضطر لقلب الوعاء بكل ما يحتويه حتى تعيش مرة أخرى وكأنك لم تعش فى الحياة ،ما يؤلم حقاً هو صوت تسمعه كثيراً ،صوتاً ملتزماً فى أداءه وصادقاً فى نبأه وهو دقات الساعة حين تنظر اليها وكأنها تخبرك "لقد مضى من عمرك سنوات"،  فقطرات الحياة  سنوات تمضى معلقة على صنابير الحياة وكأنها  منتظرةً الاقلاع منها كما تقلع قطرات المياه

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مذكرات ( نقطة البداية )

فى كل عام

كتاب البوابة (النسخة النهائية)...